أين أنتم؟

هذه نفثة مصدور وآنات مكلوم لامست قلبى من صديق عزيز على حال رفاقه علها تجد آذان صاغية .. مصطفى


أين أنتم؟

كانت لنا أيام وما أحلاها وأجملها من أيام حيث تجمعت الآلىء من كل بحر وراحت تفيض بجمالها علينا ورحنا نلتمس من نورها كى نحيا ونعيش جواً خيالياً ونسير على بسط مطرزة بالفكر والشعر والفلسفة .
حلمنا بجيل من الكتاب يحمل شعلة التجديد والتطوير فى شتى الفنون والآداب ومناحى الحياة نرى منهم مستقبلاً زاهراً وشعاعاً مضيئاً لحقبة زمنية قادمة.

العقاد الجديد والمتنبى وطه وجاهين ومن هم فى وزن بيكاسو وعبدالوهاب وغيرهم الكثير والكثير من الرموز التى نطمح فى وجودها لتكون قدوة لنا ولأجيال قادمة .

منذ عام ... عام بالتمام والكمال .. كانت هنا – فى دفعتنا – ثورة أدبية وجذوة من النار دائماً مشتعلة بكتابات أناس كثيرين من الزملاء الذين عهدنا منهم التجديد والممتع من الشعر والفكر والقصص وغيرها بل وجدنا من يرسم ومن يغنى ويلحن .
بالفعل كانت ثورة بجانب دراستنا الطبية ومتحف متجدد حافل وكأننا قرية صغيرة وقد أكتفت بذاتها وبعناصرها عن أى شىء آخر.

أين أنتم ؟
أكانت نزوة أو لحظة طيش ظهرتم فيها ثم اختفيتم؟ كم قلت لكم مراراً وتكراراً لا يهمكم نسيان الناسين ولا تهكم المتهكمين ولا جحود الجاحدين ، فقط سيروا فى الأدب اصنعوا الطريق فسوف يسير فيه الكثيرون وكفاكم شرفا أنكم تعيدون ما هدمه الجهال وغطاه التراب من الأنقاض الفكرية والنفسية .

أين الكاتب الحسن بلمحاته وكلماته الرنانه التى أعادت ذكرى عميد الأدب .. أين تحدياته ضد القريب والبعيد؟
أين الكاتب السعيد ، الشاعر الفريد والمتنبى الجديد الذى ما إن تقرأ شعره فتعتقد أنه من عصر الفحول وقد جاء من هناك وطوع شعره وأدبه ليضيف عليه نغمة العصر الحالى .

أين الكاتب المصطفى الذى اصطفى لنفسه لونا بديعا تختلط فيه الأحرف مع أحاديث النفس العميقة.
أين أنتم ؟ لماذا عن القراء تنحيتهم؟ فكلماتكم التى كتبتموها ذات يوم مازالت محفورة فى أذهاننا ومازالت تتردد فى آذاننا .
نريدكم ونريد غيركم لنبدع ونسمو ونحيا بالأدب والفن فتكون للأيام معنى ويكون جمعنا هذا فى كليتنا هذه مصنعا للنوادر الفنية والأدبية.

ومع الوقت تكون لنا مدارسنا الخاصة فى كل شىء وتكون لنا طرقنا المتفردة رغم اليأس ، رغم المحبطين ورغم كل شىء.
ولن أعدكم بشىء لأنى مثلكم بل أدع التاريخ يعدكم ويخبركم بأن بذور الأمس هى ثمار اليوم .

Sun 20/1/2013
6:45 p:m

تعليقات

  1. شئ مؤلم جداً أن تعقد الأرواح العزم على المضي نحو الأفضل و ما إن تدنو تلك العزيمة من التخلق كحقيقة حتى تسقط في عوامة التيه !

    لكن تلك البدايات كما عهدناها ، و كما عودتنا عليه الحياة ، لكيّ تربي فينا الصبر و التجربة و الإرادة .. فالمتنبي و بيكاسو و عبدالوهاب و العقاد و غيرهم الكثير لم تنجبهم أمهاتهم إلى الأرض و في أفواههم جواهر الكلم ، لربما كادت الحياة تقتل أحدهم و تحيله للمستحيل لولا فضل الله عليه و مداده اياهم بالقوة و الطموح ..

    تحياتي لك

    ردحذف

إرسال تعليق

أتشرف برأيك

المشاركات الشائعة