بضع كلمات

السيارة الجديدة فى الحى تجمعنا فأى سيارة جديدة حرى بأن ننظر فيها 

فى وسط هذا العالم المضطرب يحتاج السائر أن يقف ، يقف وقوف المتأمل للواقع الذى يعيش فيه ، يقف لينظر تحت قدمية ليرى ثبات أركانه أو اضطراب الموج من تحت قدميه يقف ليراجع ثوابت عقله ودعائم فكره لينفض التراب عن نفس قد نسيها من عناء السفر .

يريدون منك أن تسير على نفس طريق سيرهم الوعر الذى ينتهى بلا شئ ، فلا شئ عندهم هى كل شئ ، الطريق إلى اللاشئ قد يزينه أى شئ ... قلعة الطب .. أفضل الأساتذة ... كأنما أرقى الكراسى العلمية قد امتلكتها هذه الأماكن .

اكبر خدعة ستقال لك أنك ستتعلم جيدا ولكن درجاتك قد تكون أقل قليلا من زملائك فى الكلية ولكن سيشفع لك تلك القلعة التى تعلمت فيها ، القلاع أسوارها عالية وتدخلها الشمس بصعوبة ، العقول تحتاج إلى الشمس حتى لا تصاب بالكساح.

سنتندهش! صدقنى ستندهش ! وستعجز حتى أن تتمتم بمقولة "ولا إندهاش" .. سينجحون حتما فى اثارة اندهاشك وستعجز ساعتها عن النطق .. ليس لأنك لا تجيد الكلام فقط لأنه لم يعد هناك حاجة للكلام.

ستندهش عندما تفقد الكلمات مصداقيتها امام عينك .. ستندهش عندما تبحث فى جوجل عن معنى الصداقة عن معنى الأمانة عن معانى الشرف

ستندهش عندما تشعر بالضعف .. عندما لا تقوى على رفع اخمص قدميك .. عندما تفقد القدرة عن تمييز معالم الطريق ..



هذه نقطة ابتداء وبداية طريق فشق السير ولا تلومن نفسك إذا ما عاجلك الأجل فى منتصف الطريق .. ألا يكفيك ان تموت واقفا .. أما يكفيك أن تعيش على مبادئك .. كنت أظن ان المبادئ ثابتة اما الآن فكل شئ يتغير .. كل شئ ..

قد تخدعك الكلمات وقد تخدع كلماتك الآخرين ولكن حتما القلوب الصادقة لا يخدعها بضعة كلمات مهدرة .. لا يخدعها بريق كاذب ..لايخدعها وحدة السير ووعورة الطريق .. فى زمن أضحى السائر وحده ليس على الطريق الصحيح

لن تعد تجدى الكلمات مفعولها .. فلنغير الكلمات ونسميها نصائح وإن شئت فوائد وإن شئت عظات .. سمها كما تسمها فصداها لن يتعدى السطر الذى خطت عليه .. نحن نخدع .. نحن نخدع أنفسنا ..

أحقا ستموت واقفا .. أظن انك خدعت بالكلمات .. ستخدعك الكلمات مرة تلو الأخرى مالم تمتلك مفاتيح تلك الكلمات ..مالم تقف الآن وتفكر في معانى ما تعرفه من كلمات وسمها ما شئت أن تسمى ..سمها مبادئ سمها اخلاق سمها أصدقاء سمها طبقات كلها ياصديقى كلمات ..هذه المدونة ليست سوى بضع كلمات .


على الهامش

يقول الشاعر أبزون العمانى 

هل في مَودَّةِ ناكثٍ من راغبِ                   أم هل على فقدانها من نادبِ
أم هَل يُفيدُكَ أن تُعاتِبَ مُولعاً                   بتَتَبُّعِ العثراتِ غير مُراقبِ
جعل اعتراضك للسَّفاهَةِ ديدناً                   والذئبُ ديدنهُ اعتراضُ الراكبِ
نفرٌ تُعاقبُهم بعفوكَ عنهمُ                          كم بالغٍ بالعَفو فِعلَ مُعاقبِ
ولربَّما صادفتَ أعصَى مُذنبٍ                   مُتَبَختِراً في ثوب أطوعِ تائبِ
يُوليك نُصحاً من لسان مُسالمٍ                    وًيسِرٌّ كيداً في ضمير مُحاربِ
والحزمُ تصديقُ العدوّ المدّعي                    وُدّاً وإرضاءُ الصديق العائب
إنَّ الفتوَّةَ علَّمتني شيمةً                            تُهدي الضياءَ الى الشهاب الثاقبِ
أرعى ذمامَ موافقي ومخالفي                      وأصونُ غيبَ مُعاشِري ومُجانبي
وتعلّلي بحديث أيّامِ الصِّبا                         من عُظم لذّاتي وجُلّ أطايبي
ما زال يسلبُ كلَّ من حمل الظُّبا                 قلمي وأحداقُ الظِّباءِ سوالبي
فهوى التصرُّفِ والتصرفُ في الهوى         دفنا شبابي في قذالي الشائب
فتظلّمي من ناظرٍ أو ناظرٍ                       وتألُّمي من حاجبٍ أو حاجبِ
تالله لم يخطر ببالك أن ترى                     ذا الجدِّ يخطر في شمائل لاعبِ

تعليقات

المشاركات الشائعة