ومما يُفسِد الصداقةَ ، ويُسرِعُ في نَقضِها أن يُوسِعَ أحدُ الصديقينِ للوشاةِ ، والحُسادِ ، ويستمعَ إلى مقالتِهم . وقِديمًا ما تعوَّذَ الناسُ باللهِ من شرِّهم ، وأولوهم من أنفسِهم قلوبًا غُلْفًا ، وآذانًا صُمًّا ؛ فقالَ بعضُهم :
لقد أنلتُك أذْنًا غيرَ واعيةٍ *** وربَّ منتصتٍ والقلبُ في صممِ
ومتى أقبلَ الرجلُ على ألئكَ ، وسمِعَ منهم ، فقد مكَّنَ لهم أن يصيبَوا حاجتَهم منهُ ، وسعَى في التنفيسِ عنهم ، وأعانَهم على إفسادِ ما بينَه وبينَ خُلصانِه من الودِّ ، والصحبةِ ؛ قالَ أبو الدرداءِرضى الله عنه : ( معاتبةُ الأخِ خيرٌ من فَقدِه ، ومَن لك بأخيك كلِّه ؟ أطعْ أخاكَ ، ولِنْ له . ولا تسمعْ فيه قولَ حاسدٍ وكاشحٍ . غدًا يأتيكَ أجلُه ، فيكفيكَ فقدَه ! كيفَ تبكيهِ بعد الموتِ وفي الحياةِ تركتَ وصلَه ؟ ) :
لا ألفينّك بعدَ الموتِ تندُبُني *** وفي حياتيَ ما زودتَني زادي
وكم من أصحابٍ فرّقَ بينهم الاستماعُ لقولِ العُذَّالِ ، وتصديقُهم .
ومما يُفسِد الودَّ بينَ المتحابينِ أن يرى الرجلُ من أخيهِ الزلّةَ ، فيكتمُها في نفسِه ، ويطويها في صدرِه ؛ فلا تزالُ تنمي ، وتكبُر ، حتى تصيرَ جَُِذوةً من العدواةِ والبغضاءِ . وهذا كثيرٌ في الأصحابِ . وكانَ الحقَّ عليهِ أن يباثَّه ، ويباوحَه ، ويفضي إليه بما في قلبِه ؛ فإنَّ ذلك ممّا يستلُّ السخائمَ ، ويعفو الأحقادَ . لذلك تجدُ الصديقينِ اللذينِ تكثرُ بينهما المعاتبةُ ، والتأنيبُ أصفَى مودّةً ، وأصدقَ إخاءً . فعليكَ إذا رأيتَ من صديقِك ما تكرهُ من خُلُقِه ، كأنْ تراهُ يناديكَ بما لا تحبّ ، أو يعاملُك معاملةً لا ترضَى ، أن تبصّرَه بذلك ؛ فربَّما كانَ لا يعلَمُ مبلغَ ذلك من نفسِك ، ولو كانَ علِمَ لأمسَكَ !
وممَّا يَريبُ الرجلَ في وُدِّ صاحبِه أن يّكثرَ عندهُ من ذِكرِ غيرِه من الأصحابِ ذِكرًا كثيرًا ؛ فإنّ بعضَهم ربَّما ساءَه ذلك ، وكرثَه ، وكما أنَّ الضرّةَ تغارُ على زوجِها ، فكذلك الصديقُ يغارُ على صديقِه إذا كان ميثاقُ الصداقةِ بينهما غليظًا .
قد قدَّمنا الكلامَ على النحو الأوّلِ من مفسداتِ الصداقةِ ؛ وهي ما كانتْ من قِبَلِ الوُدِّ . ونذكرُ الآنَ النحوَ الثانيَ من المفسداتِ ؛ وهي التي تكونُ من قبلِ الأخلاقِ ، والتي يكرهها الصديقُ من صديقِه ، وربَّما كانت داعيةً إلى القطيعةِ ، والفراقِ . وإذْ كانت كثيرةً ، فإنا نجتزئ بالقليلِ منها ، وفي القليلِ دليلٌ على الكثيرِ . فمن ذلكَ أن يُدِلَّ الصديقُ على صديقِه إدلالاً يجعلُه يفضحُه في المحافِلِ ، ويكشِفُ سرَّه ، ويبدي للناسِ ما وُوْريَ من شأنِه . أو يناديه عند الناسِ بمّا لا يسرّه من الألقابِ ، والصفاتِ ، حتى يصغِّرَه في أعينِهم ؛ فإنَّ هذا الخُلُقَ خِفّةٌ ، ولؤمٌ !
ومن هذه البابةِ أن يبلغَ بهِ الإدلالُ مبلغًا ينتفي معَه التقديرُ ، والإكرامُ ؛ فتجدُه لا يؤثُره على نفسِه عندَ الدخولِ من البابِ ، أو الركوبِ في السيارةِ ، أو التقدُّمِ في بعضِ الأمورِ . وهذا ممّا يُوقِع في وهْم الصديقِ أن صديقَه يستخِفّ بهِ ، أو يرى له عليهِ فضلاً !
ومن ذلك كثرةُ المراءِ ، ودوامُ الاختلافِ والنّزاعِ ؛ فإنَّ ذلك ممَّا يرفعُ الودَّ ، ويُؤثّرُ في القلوبِ ؛ قالَ ابنُ الروميِّ :
ما رأيتُ المِراءَ يوجبُ إلا *** فُرقةً ما اعتمدتَّ طولَ المِراءِ
ومنهُ كثرةُ التطاولِ على الأصحابِ ، وتجهيلُهم ؛ قالَ ابنُ المقفعِ : ( لا تكثرنَّ ادّعاءَ العلمِ في كلِّ ما يَعرِضُ بينَك وبينَ أصحابِك ) ، وقالَ : ( استحِ الحياءَ كلَّه من أن تخبرَ صاحبَك أنك عالمٌ ، وأنه جاهلٌ مصرّحًا ، أو معرّضًا . وإن استطلتَ على الأكفاءِ ، فلا تثقنَّ منهم بالصفاءِ ) .
ومنهُ مقاطعةُ الحديثِ ، وقلةُ الإنصاتِ ؛ قالَ ابنُ المقفعِ : ( تعلم حسنَ الاستماعِ كما تتعلمُ حسنَ الكلامِ . ومن حسنِ الاستماع إمهالُ المتكلمِ حتى ينقضي حديثهُ ، وقلةُ التلفت إلى الجوابِ ، والإقبالُ بالوجهِ والنظر إلى المتكلمِ ، والوعيُ لما يقولُ .
واعلم ، في ما تكلمُ بهِ صاحبكَ ، أن مما يهجنُ صوابَ ما يأتي به ، ويذهبُ بطعمهِ وبهجتهِ ، ويزري به في قبولهِ ، عجلتَكَ بذلك ، وقطعَك حديثَ الرجل قبل أن يفضي إليك بذاتِ نفسهِ ) ، وقالَ : ( ومن الأخلاقِ التي أنتَ جديرٌ بتركها إذا حدث الرجلُ حديثاً تعرفهُ ، ألا تسابقهُ إليه وتفتحهُ عليهِ وتشاركهُ فيهِ ، حتى كأنكَ تُظهر للناس أنك تريدُ أن يعلموا أنكَ تعلمُ مثل الذي يعلمُ . وما عليكَ أن تهنئهُ بذلكَ وتفرده بهِ ؟ )!
ومما يُفسِدُ الصداقةَ أن يعرِضَ لأحدِ الصديقينِ حاجةٌ ، فيستعينَ صديقَه ، ، فيخذلَه ، ولا يعينَه . فهل تعدّونَ مثلَ هذا صديقًا ؟ وهل الصداقةُ إلا أن تتمازجَ روحانِ ، حتى تصيرا روحًا واحدةً ، همُّها واحدٌ ، وهواها واحدٌ . ومتى خذلَ الصديقُ صديقَه ، فقد كذَّبَ ما يدَّعي من الودِّ ، وشهِد أن صداقتَه ليستْ بالحقِّ ، وأنها لم تُبنَ على مودةٍ خالصةٍ !
قيلَ لثيفانوسَ الحكيم : ( من صديقُك ؟ ) ؛ قالَ : ( الذي صِرتُ إليه في حاجةٍ وجدتُّه أشدَّ مسارعةً إلى قضائها مني إلى طلبِها منه ) .
وقالَ كُثيّرُ عزّةَ :
خيرُ إخوانِك المشاركُ في الضرِّ *** ، وأينَ الشريكُ في الضرّ ، أينا ؟
الذي إن حضرتَ سرّك في الحيِّ *** وإنْ غبتَ كانَ أذْنًا وعينا
أنتَ في معشرٍ إذا غبتَ عنهم *** بدّلوا كلَّ ما يَزينُك شينا
وإذا ما رأوك قالوا جميعًا : *** أنتَ من أكرمِ البرايا علينا
وممَّا يقوّضُ بُنيانَ الصداقةِ أن يستدينَ أحدُ الصديقينِ من صديقِه ، ثمَّ لا يزالُ يماطلُ ، ويسوّفُ ، معَ قدرتِه على ردِّ الدينِ . فإن هذا يحملُه على أن يتجافَى عن لقاءِ صديقِه ، ويهربَ من رؤيتِه . وقد قالوا : ( الدينُ يجعلُك تخسرُ الصديقَ ، والمالَ ) . فأما إن كان الصديقُ معسِرًا ، لا يستطيعُ الوفاءَ ، فإن من أوجبِ النحْبِ على صديقِه أن يُنظرَه . وتمامُ الكرمِ أن يهبَ له ما استدانَ منهُ . بل لا تكونُ الصداقةُ حقًّا حتى يستويَ الصديقانِ في حالِ الغَنى ، والفقر . ذكروا أن رجلاً لقِيَ صاحبًا له ؛ فقال : إني أحبّك .
فقال : كذبتَ ؛ لو كنتَ صادقًا ما كان لفرسِك بُرقُعٌ ، وليس لي عباءةٌ !
وللصداقةِ مصلِحاتٌ كما لها مفسداتٌ ، ينبغي للعاقلِ ، الحريصِ على استبقاءِ الودِّ بينَه وبين أصحابِه أن يحفظَها على نفسِه ، ويتعهَّدها كلَّ حينٍ ؛ فقد يستهينُ المرءُ بالحقيرِ من الأمرِ ؛ فيكونُ فيه هلاكُه . وإنّ من خير عُدّةِ العاقلِ الحزمَ ، وصلاحَ التدبير .
فممّا يجمُل بين الصديقينِ العتابُ الرقيقُ ؛ فإنَّه لا يُصلِح الصحبةَ ، ولا يحفظُ الودَّ كالعتابِ ؛ إذ لا بدَّ أن يجريَ بين الصديقينِ شيءٌ من الجفاءِ ، والفتورِ ؛ وربّما ساءَ ظنّ أحدِهما بالآخرِ لداعٍ يدعوه إلى ذلك ؛ فإن لم يُتداركْ بالإصلاحِ استفحلَ ، ثم لم يُقدرْ على إصلاحِه من بعدُ . وإنما إصلاحُه العتابُ ، والتشاكي :
أعاتبُ ليلى ؛ إنما الهجرُ أن ترى *** صديقَك يأتي ما أتى لا تعاتبُهْ
وقالَ ابنُ الرومي :
أنتَ عيني ، وليس من حقِّ عيني *** غضُّ أجفانِها على الأقذاءِ
وممَّا يصلِح من المودةِ أن يطّرحَ الصديقانِ الكُلْفةَ ، ويرفعا عنهما أسبابَ الانقباضِ ، والحشمةِ ؛ قالَ ابنُ المقفعِ : (البس للناسِ لباسينِ ليس للعاقلِ بدٌّ منهما ، ولا عيشَ ولا مروءةَ إلا بهما : لباسَ انقباضٍ واحتجازٍ من الناسِ ، تلبسهُ للعامةِ ؛ فلا يلقونكَ إلا متحفظًا متشددًا متحرزًا مستعدًّا . ولباسَ انبساطٍ واستئناسٍ ، تلبسهُ للخاصةِ الثقاتِ من أصدقائك ؛ فتلقاهمُ بذاتِ صدركَ ، وتفضي إليهم بمصونِ حديثكَ ، وتضعُ عنكَ مئونةَ الحذرِ والتحفظِ في ما بينكَ وبينهم .
وأهل هذه الطبقةِ ، الذين هم أهلها ، قليلٌ من قليلٍ حقًّا . لأن ذا الرأي لا يُدخلُ أحدًا من نفسهِ هذا المدخل إلا بعد الاختبارِ والتكشفِ والثقةِ بصدقِ النصيحةِ ووفاء العهدِ ) ا . هـ .
وما أصدقَه وأحكمَه - رحمه الله - ؛ فإن من غيرِ الصوابِ أن تفضيَ بذاتِ صدرِك إلى كلِّ مَن تلقاه ؛ فإن أكثرَ من تلقاه غيرُ مؤتمَنٍ . ولا تحملنّك مروءَتُك ، وحسنُ ظنِّك أن تستودعَ كلَّ أحدٍ أسرارَك . وستُبتلَى من هذا الصنفِ بكثيرٍ . فأمّا مَن جربتَه ، ووثقتَ بمودتِه ، وبصدقِه ، وحفظِه السرَّ ، فلا يكوننَّ بينَك وبينَه تصنّعٌ ، ولا تحفّظٌ ؛ فإنّ ذلكَ يوهِنُ ما بينَكما من الصُحبةِ ؛ قالَ محمدُ بن عليّ بن الحسين الباقر لبعض أصحابِه : ( أيُدخلُ أحدُكم يدَه في كمّ صاحبِه ، فيأخذ حاجتَه من الدراهم والدنانيرِ ؟ قالوا : لا . قالَ : فلستم إذًا بإخوانٍ ! ) . ويُروى عن عليّ رضى الله عنه أنه قالَ : ( شرُّ الإخوانِ من تُكُلّفَ له . وخيرُهم من أحدثت لك رؤيتُه ثقةً به ، وأهدت إليك غيبتُه طُمَأنينةً إليه ) . وقالَ يحيى بن معاذ : ( بئس الصديقُ صديقٌ تحتاجُ معه إلى المداراةِ . وبئسَ الصديقُ صديقٌ تحتاجُ أن تقولَ له : اذكرْني في دعائِك . وبئسَ الصديقُ صديقٌ يُلجِئُك إلى الاعتذارِ ) .
وقد رأيتُ رجلينِ ، بينَهما صداقةٌ قديمةٌ ثابتةٌ لا تَحولُ ؛ ولكنَّك إذا استمعتَ إلى ما يخاطبُ بهِ أحدُهما الآخرَ ، رأيتَ كلامًا لو خُوطِبَ بهِ غيرُهما ، لكانَ كلامًا جافيًا . وإنَّما ذلكَ لتمكُّنِ الودِّ من نفسَيهما ؛ فليسا باللَّذينِ يخافانِ من ذهابِهِ .
وممَّا هو حقيقٌ بالمراعاةِ أن تعلمَ طبقاتِ أصدقائِكَ ؛ فتلقَى كلَّ طبقةٍ منهم بما يُناسِبها من العمَلِ ، والتَّدبيرِ . ولا ينبغي أن تجعلَ أصدقاءَك كلَّهم طبقةً واحدةً ، ولا أن تعاملَ أحدَهم بمثلِ ما تعامِل بهِ الآخَرَ ؛ فإنَّ من الأصدقاءِ مَن لو ظلِلتَ تلقاهُ في اليومِ مرارًا ، لم تزددْ إلا ثقةً بمودتهِ ، وتشبّثًا بإخائِهِ . ومنهم مَن إذا أكثرتَ من لقائِهِ ، أحدثَ ذلكَ في نفسِهِ انقباضًا عنكَ ، ومباعدةً لكَ . ومنهم مَن إذا غبتَ عنه يومًا ، أو يومينِ ، اشتاقَ إليكَ ، ووجدَ فقدَكَ في نفسِهِ . ومنهم مَن لا يبالي أن يغيبَ عنكَ شهرًا ، وشهرينِ ، ولا يجِد في هذا غضاضةً ، ولا بأسًا . فإذا عرفتَ طبقاتِ أصدقائِكَ ، فأظهرْ لكلِّ طبقةٍ من الودِّ ، والحفاوةِ ما يناسِبها . ثمَّ لا يحملنَّك اختلافُ ما بينَهم من الطبيعةِ ، والخلُقِ ، على أن تُخرِجَهم من جملةِ الأصحابِ ؛ فإنهم أصحابٌ ؛ وإنْ كانَ فرْقٌ بينَ صاحبٍ ، وصاحبٍ .
فإذا استبانَت لكَ طبقاتُهم ، وتمَّ لكَ تصنيفُهم ، فاخصُص أهلَ القُربى منهم والمنزلةِ بمكنونِ سِرِّكَ ، وداخلةِ أمرِكَ ، وأظهرْ للرجلِ منهم أنَّك لم تطلعْ على ذلكَ غيرَهُ ؛ فإنّ صديقَك إذا علِمَ أنك خصصتَه بهذا السرِّ دونَ غيرِهِ ، نزلتَ من نفسِهِ منزِلةً لا تبلغُها بكلامِ الوُدِّ ، وألفاظِ الملَقِ .
وليسَ يحسُن أن يكتُمَ الرجلُ عن خاصِّ إخوانِهِ من سِرِّه ما لا يضرُّه البوحُ بهِ ؛ فإنَّ الصداقةَ شِرْكةٌ في الأهواءِ ، واتِّحادٌ في الأرواحِ ، والقلوبِ ؛ ومتى كتمَ المرءُ عن صديقِهِ أكثرَ أسرارِهِ ، فكأنّما يكذِّبُ بذلكَ دعوَى الصداقةِ ، ويقولُ : إني لستُ منكَ على ثقةٍ ، لأخبرَك بسرِّي . وأعرفُ رجلاً اتخذتُّ إليهِ سببًا من صُحبةٍ ، ولكنَّه إذا حدَّثني الحديثَ التافهَ ، جمجمَ ، ولم يبِنْ ، وجعلَ نصفه أسرارًا ؛ فعلمتُ حينَ إذٍ أنه ممذوقُ الودِّ . وقد قالَ حبيبُ بنُ أبي ثابتٍ : ( ليس من الأخوَّةِ أن يُسِرَّ الرجلُ عن أخيهِ الحديثَ ) . على أن تعلمَ أنَّ هذا كلَّه إذا وثِقتَ من صديقِكَ ، وعرفتَ منه الصدقَ ، والمحبّةَ . انتهى كلام الأستاذ فيصل .
ولازلت أتمثل قول المعلم كاكشى لتلميذ الفريق السابع "لن أدع أصدقائى يموتون ولا أنا موجود".
فالألم والفرحة والحزن هذه المشاعر تجعلنا نفهم الناس ، يصبح الناس أقوياء لأن لديهم ذكريات لا تنسى ، ولى ذكريات فى هذا العام .
وأهنئ زملائى الناجحين من حقق منهم مراده وطاب قلبه بنتيجته فهم قد حققوا ثمار تعبهم ومجهودهم.
ومن لم يحقق مراده منا فلا يحزن فإنها ليست نهاية المطاف وكم أناس كانوا أدنى من ذلك وحققوا مرادهم وتفوقوا فمنا من يعتقد أنه إذا فشل مرة فسيفشل كل مرة ولن يبتسم النجاح فى وجهه مرة أخرى ولازلت أتمثل مقولة أعجبتنى وكتبتها على كتاب الأنف والأذن والحنجرة لتيد بيرنر "مؤسس شبكة سى إن إن "أحب أن يقول لى الناس لا تستطيع تحقيق ذلك لأنه طوال حياتى والناس يقولون لى لن تنجح أبدا " ويجب علينا أن نجلس مع أنفسنا ونصارح أنفسنا بما حدث فى العام الماضى بحلوه ومره وما استفدناه وما ارتكبناه من أخطاء ولنسع فى إصلاح أنفسنا العام القادم فأنا أرى أن أى تقدم فى الحياة هو رهين عملية عقلية بحته ؛ فإذا هيئت عقلك لشئ فلا شك أنك ستحققه عاجلا كان أو آجلا ، فمن كان حزينا فليبتسم ولينظر للأمام فما الحزن إلا قيد يشل حركته ويولم رقبته ؛ فهو باك من الماضى مستاء من الحاضر خائف من المستقبل ،فكم من أناس نجحوا وكان متوقع لهم الفشل وكم من أناس فشلوا وكان متوقع لهم النجاح ، فاحمد الله وخذ بالاسباب ، ولا ترهق عقلك بالتفكير ، وأسأل الله لى ولكم ولزملائنا المأجلين دوام التفوق والنجاح ،رب اغفر لى ولوالدى وللمسلمين أجمعين .
وفى منتصف شهر رمضان يكون قد مر على وفاة والدى ستة أعوام كاملة فأسألكم الدعاء لوالدى بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران ، وأسألكم أن تصدقوا فى الدعاء ، توقفت يداى فجأة ولا أدرى ماذا أقول عن أبى ، حسبى أننى لا أذكر إلا به ، اشتقت لقولى له أيقظنى يا أبى الفجر و اشتقت لصوته قبيل الفجر اصحى يا مصطفى الفجر ، رحم الله أبى وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة وحفظ الله أمى وجزاها عنى كل خير .
الشكر لك يا أعز الأصدقاء على هذه الكلمات الرقيقات ( حقا الصديق هو من يحمل همك على ظهره )
ردحذفأحمد حمدي
رحم الله والدك و جزى امك خيرا
ردحذفوالنعم قسمان: مستمرة، ومتجددة ..
ردحذفAllah is with you ... :)
ردحذف