شكر الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم

الشكر

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انتبه من الليل قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) (متفق عليه)، فالشكر من أجل العبادات التى ينعم الإنسان بشكرها ومن أسماء الله تعالى الشكور الحليم ، ولا يضيع أجر من أحسن عملا .


وأمر الله بالشكر قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} (البقرة: 152).


وقال: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} (لقمان: 14).


وأمر به نبينا صلى الله عليه وسلم : {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} (الزمر65-66).


1574-6october.info
قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) (الترمذي).


وفي سنن أبى داود عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ).


وعن جابر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر) (أبو داود).


وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء) (الترمذى).


فلا تنسوا أن تخروا ركوعا بين يدى الله عزوجل شكرا له على نعمه التى أسبغها علينا ؛
فعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمر بشر به خر ساجدا؛ شاكرا لله [أبو داود].



وهذه السجدة لا تشترط لها طهارة، ولا استقبال قبلة.



والنعم قسمان: مستمرة، ومتجددة
فالمتجددة يسجد الإنسان لله إذا أُكرم بها. 
بأن يقول إذا أصبح وأمسى: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر

فعن عبد الله بن غنام البياضي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر. فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته» [أبو داود].


ونحن الآن فى أيام فرح بالنجاح وراحة البال فلا تنسوا فضل الوالدين وخصوصا الأم- فالفضل لله سبحانه وتعالى ثم لهما- قبل رأس والديك وأيديهم وتذكر أن هناك من يتمنى أن يشترى هذه القبلة بكل ما يملك..فإن أطال الله عمر والديك فاشكر ولا تحرم نفسك من هذه النعمة التى أعطاك الله سبحانه وتعالى فهذا من البر .


أرجو أن يرزقني الله ... مثل شجاعة والدي وكرمه .

أرجو أن يرزقني الله ... مثل صلاح والدتي وبرها .

أتمنى أن يهبني الله ... مثل ذكاء والدي ووالدتي وفطنتهما .

أرجو أن يرزقني الله ... مثل سماحة والدى ووالدتنى وتسامحهما .

جاء في الأثر:

لا تصاحب عاقا ؛ فإنه لن يفي لك , وقد غدر بأعظم الناس حقا عليه...والديه.

وكفى بهذا التحذير تنفيرا من العقوق وأهله.


عندما تقول لك والدتك : " ستندم على هذا " .. فمن المرجح أنك ستندم فعلا .


عندما يكون والدك في مجلس فيه غيره من الرجال - قلَّ عددهم أو كثر - ثم دخلت أنت إلى ذلك المجلس .. فمن حق والدك عليك أن تبدأه بالسلام وتقبيل الرأس قبل غيره .. مهما كان سنُّ غيره ، وعلمه ، ومنصبه ، ومركزه ، وقربه .


ولا أنسى أن أشكر كل زملائى من ساعدنا ومن بذل الكثير فى إفادتنا ومن ابتسم فى وجوهنا ومن له يد علينا بدون أن يطلبوا أى مدح أو ثناء.


ويحضرنى جزء من مقال للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله تعالى ، نشر سنة 1958م ، وهو في كتاب الشيخ الماتع صور وخواطر ص (169-172) :


والخلاصة أن الأصحاب خمسة:

فصاحب كالهواء لا يستغنى عنه، وصديق كالغذاء لا عيش إلا به، ولكن ربما ساء طعمه، أو صعب هضمه، وصاحب كالدواء مرٌّ كريه، ولكن لا بد منه أحياناً، وصاحب كالصهباء تلذُّ شاربها، ولكنها تودي بصحته وشرفه، وصاحب كالبلاء.


أما الذي هو كالهواء: فهو الذي يفيدك في دينك، وينفعك في دنياك، وتلذك عشرته، وتمتعك صحبته.

وأما الذي هو كالغذاء: فهو الذي يفيدك في الدنيا والدين، لكنه يزعجك أحياناً بغلظته، وثقل دمه، وجفاء طبعه.

وأما الذي هو كالدواء: فهو الذي تضطرك الحاجة إليه، وينالك النفع منه، ولا يرضيك دينه ولا تسلِّيك عشرته.

وأما الذي هو كالصهباء: فهو الذي يبلِّغك لذَّتك، وينيلك رغبتك، ولكن يفسد خلقك، ويهلك آخرتك.

وأما الذي هو كالبلاء، فهو الذي لا ينفعك في دنيا ولا دين، ولا يمتعك بعشرة ولا حديث، ولكن لا بد لك من صحبته.


وهذه كلمات للأخ الفاضل فيصل المنصور –أبو قصى_ سأنقلها كاملة لعظم ما فيها من الفوائد وبديع اللغة :


لكلٍّ امرئٍ منا صُحبانٌ لا يزالُ يصلهم ويصلونه ؛ فمن الناسِ مَن يستمسك بهم ما كُتبَ له البقاءُ ، ومنهم من يتبدّلُ بهم غيرَهم . ولا يتبدلُ المرءُ غيرَ صاحبِه إلا لعلةٍ يجِدها منه ؛ فتراه أولَ أمرِه يتغاضَى عنها ، ثم لا تزالُ تكبُرُ حتى تؤذنَ بانقطاعِ الحبالِ . ومن الحسنِ أن أذكرَ هنا بعضَ مفسداتِ الصداقةِ ، حتى يكونَ المرءُ منها على خُبرٍ ؛ فيتوقاها . وهي على نحوينِ ؛ فمنها ما يجعلُ الصديقَ يرتابُ في ودِّ صديقِه . ومنها ما يجعلُه يرى أنّ أخلاقَ صديقه ذلك لا تناسبُه ؛ فأما النحو الأولُ فمن قِبَل أن الصداقةَ لا تستمرّ متينةَ القوى حتى يتفقَ عليها الطرفانِ ، وحتى يكونَ ما بينهما من الودٍّ على مقدارٍ واحدٍ . ومتى ارتابَ أحدُهما في ودِّ الآخَر أوشكت حبالُ الصداقةِ أن تقضّبَ ، ولم يُهيأ لصداقتِهما أن تدومَ .


فمن صور ذلك أن تكونَ الصِّلةُ من طرفٍ واحدٍ ، ويكونَ الآخرُ متلقيًا وحسبُ ؛ فالأول هو الذي يتصلُ ، وهو الذي يطلبُ لقاءَ الآخرِ !


ومن صورِها التي تبعث على سوءِ الظنِّ في الودِّ أن يتصلَ الصديقُ بصديقِه ؛ ثم لا يردّ عليهِ ، ولا هو يتصلُ به من بعدُ ؛ حتى يتوهمَ المتصلُ أن صديقَه ليس في جواله أدنى خاصّةٍ ، خاصّةُ ( مكالمات لم يردّ عليها ) ؛ فلا يزالُ الشيطانُ يزيّن للأوّلِ أن صاحبَه لا يحبّه ، وأنه غيرُ مبالٍ بهِ ، ولا ملتفتٍ إليه . ثم تأخذ الصداقةُ في الضعفِ ، حتى تضمحلَّ ، وينقطعَ ما بينهما من الودِّ .


ومن صورِها أن يجدَ المرءُ صديقَه لا يسألُ عنه إذا انقطعَ عنه ، حتى إنه ربّما يَمرضُ المرضَ العضالَ ، ويلاقي الهمومَ الثقالَ ، ولا يدري عنه صاحبُه ؛ أفيكون مثلُ هذا صديقًا ؟ وهل يُلامُ المرءُ إذا دخلَ في قلبِه الريبُ من ودّه ؟ فالصديقُ الحقّ هو الذي يتفقدُ أحوالَ صديقِه ، ويرعى ما بينهما من الحُرمةِ ، ولا يكونُ قليلَ الوفاءِ ، سريعَ النسيانِ . والصديقُ الحقّ هو الذي لا يسوء صديقَه في مغيبِه ، ولا في محضره ، ولا يقولُ ما عسى أن يَحزُنَه :

وما أنا للشيءِ الذي ليس نافعي *** ويغضبُ منه صاحبي بقئُولِ


كما أنَّ حقًّا على الصديقِ أن ينفيَ عن صديقِه أسبابَ سوءِ الظنِّ ، وألا يجعلَه يقِفُ منه على ما يَريبُه في ودِّهِ لهُ ، فإنَّ من حقِّ ذلك الصديقِ ألا ينساقَ وراءَ أولِّ خاطرٍ ، ولا يجعلَ لسوءِ الظنِّ على نفسِه مدخلاً ، وأن يتخِذَ الإغضاءَ ، وصلاحَ الرأيِ شِعارًا ومذهبًا . فإذا أحسَّ من صديقِه جفوةً ، أو صدودًا ، أو رأى منه انقطاعًا في الاتِّصالِ ، وإبطاءً في الرسائلِ ، فلا يعجلنَّ على صديقِه بالتُّهَمةِ ، وليتبيَّنْ أن يحكمَ عليهِ قبلَ النظرِ ، والتماسِ العللِ ؛ فعسَى أن يكون ذلك لعذرٍ منه ، أو لفهمٍ معدولٍ عن وجهِ الحقِّ ؛ فكأيِّن من ظنينٍ على غيرِ سوءٍ ، ومتَّهمٍ في غيرِ ذنبٍ !

تأنَّ ، ولا تعجلْ بلومِكَ صاحبًا *** لعلَّ له عذرًا وأنت تلومُ


ومن ذلكَ أن يكونَ كلُّ كلامِه إياهُ كلامًا جافًّا باردًا . ولا ينبغي لفرْطِ الإدلالِ أن يحملَ الرجلَ على أن يكلَّمَ صديقَه كما يكلّمُ عدوَّه . على أنه لا ينبغي أيضًا أن يُبلِغَ في تكلُّفِ الكلامِ الحُلوِ ؛ فيعاملَ صديقَه معاملةَ الغريبِ ؛ ولكنْ بينَهما ؛ قالَ بعضُهم : ( حقُّ الصديقِ إذا دنا أن يُّرحَّبَ بهِ ، وإذا جلسَ أن يُّوسعَ له ) .

وقالَ الشاعرُ :

" كيفَ أصبحتَ " ، " كيفَ أمسيتَ " ممَّا *** يَزرعُ الودَّ في فؤادِ الكريمِ


ومنه أن يتركَ تعهُّدَه بالزيارةِ ، أو الرسالةِ ؛ فربّما انقضَى الشهرُ ، أو الشهرانِ ، ولم يلتقِ بهِ ، على قربِ الدارِ ، وتهيّؤ الأسبابِ ، وإسعادِ الزمانِ ، وفراغِ القلبِ من الأشغالِ . فإنَّ طولَ الانقطاعَ يُورثُ الجفاءَ ، ويُكدّرُ الصفاءَ ، ويخلقُ المودَّةَ . فإذا هما رجعَا إلى ما بقِيَ من الودِّ رجعا إلى ودِّ طارفٍ ، وصُحبةٍ مستحدَثةٍ !


تركُ التعهُّدِ للصديـ *** ـقِ يكونُ داعيةَ القطيعهْ

و :

ومَن لم يكن مُنصِفًا في الإخا *** ءِ ، إن زرتُّ زارَ ، وإن عُدتُّ عادا

أبيتُ عليهِ أشدَّ الإباءِ *** وإنْ كانَ أعلى قريشٍ عِمادا


على أنّ للزيارةِ مقدارًا لا يحسُن أن تتجاوزَه . فأما إذا كانت الصداقةُ بينهما مبرَمةً متينةً ، وكانَ كلُّ واحدٍ منهما من أخيهِ على ثقةٍ ، فلا يضرّهما أن يلتقِيا كلَّ ساعةٍ ، كما لا يضرّهما أن يطولَ فراقُهما ؛ قالَ أبو حاتمٍ : ( من صحَّحَ الحالَ بينه وبين أخيه ، وتعرَّى عن وجودِ الخللِ ، أحببتُ له الإكثارَ في الزيارةِ ، والإفراطَ في الاجتماعِ ) [ بتصرفٍ ] ، وتوفّيَ ابنٌ ليونسَ بنِ عُبيدٍ ، فقيلَ له : إن ابنَ عونٍ لم يأتِك ! فقال : إنا إذا وثِقنا بمودةِ أخينا ، لم يضرَّنا ألا يأتينا . وقالَ الأعمشُ : ( أدركتُ أقوامًا كانَ الرجلُ منهم لا يلقى أخاه شهرًا وشهرين ؛ فإذا لقيه لم يزده على " كيف أنت ؟ " ، و " كيف الحالُ ؟ " ، ولو سأله شطرَ مالِه لأعطاه . ثم أدركت أقوامًا لو غابَ أحدهم عن أخيه يومًا ، ثم لقِيه ، لسأله عن الدجاجة في البيتِ ، ولو سأله شطرَ حبّةً من مالِه لمنعه ! ) . أما ما جاءَ في الأثرِ : ( زُرْ غِبًّا تزددْ حبًّا ) ، فذلك في حقِّ من لم تستحكمْ بينك وبينَه عُرى المودةِ ، ولا بلغَ من نفسِك مبلغًا تُطَّرحُ معه الحشمةُ ، ويُرفعُ لهُ التكلُّفُ . وفي ذلك قولُه :


زُرْ قليلاً لمن يَّودّك غِبًّا *** فدوامُ الوِصالِ داعي المَلالِ

و :

أقللْ زيارتَك الصديـ *** ـقَ تكن كثوبٍ يستجِدّهْ

إنّ الصديقَ يغُمّهُ *** ألا يزال يراك عندهْ


                                                                                                                      وللحديث بقية تابع معنا
                                                                                                                      مصطفى

تعليقات

  1. غير معرف2:14 ص

    والله يادرش أنت من الأصدقاء الذين هم كالهواء لا يُستغنى عنهم ( لن أدع أصدقائي يموتون وأنا حي )
    أحمد حمدي

    ردحذف
  2. غير معرف1:48 ص

    و ما انا للشئ الغير نافعى و يغضب منه صاحبى بقئول

    ردحذف
  3. الله يهدى الاحوال .. ويصلح حال بلدكم

    ردحذف

إرسال تعليق

أتشرف برأيك

المشاركات الشائعة