تعريب الطب (1)

تعريب الطب  
(1)

هذا الموضوع يشغلنى بشدة فى الوقت الحالى وأفكر فيه منذ شهور حتى وصلت لقناعة شخصية أن تدريس الطب باللغة العربية أفضل من تدريسة باللغة الأجنبية ولكننى للأمانة العلمية كنت من أشد المعارضين لفكرة تعريب الطب لعموم الأسباب التى قرأتها على الإنترنت وسمعتها من زملائى فى الفترة السابقة ولكن عندما أتيحت لى فرصة للتأمل ودراسة الوضع الراهن وحال الطب فى مصر ومقارنته بدولة مثل إسرائيل تبين لى خطأ ما اعتقدته ،فإسرائيل هذه الدولة الصغيرة تدرس الطب باللغة العبرية ،وهى لغة ميتة ضعيفة لا تعدو أن تكون لهجة من لهجات العربية ، الأدهى من ذلك أنهم درسوا بها كل العلوم ،ولا سيما علوم الذرة والطاقة ،وهم مع ذلك لما أرادوا أن يدرسوا بها- مع أنهم كانوا شتاتا فى العالم درسوا بالإنجليزية -حذفوا كل قواعدهم فلا مبتدأ ولا خبر ولاأى من هذه القواعد ، ودولة مثل باكستان تدرس الطب باللغة الأردية ومن عجيب الأمر أن المصطلحات عربية،وكل دول العالم حاليا تدرس بلغتها الأصلية ،بل لو تتبعنا حركة تطور العلم فى أوروبا أيام عصور ظلامها لوجدنا أنهم ترجموا حضارتنا ، لن نتفوق ما دمنا لا نفكر بلغتنا، لغتنا العربية استوعبت مقاصد الشريعة أفلا تستوعب بعض العلوم المادية الحديثة ،وتجربة تعريب الطب ليست كلاما جديدا بل هى قديمة قتلها العلماء بحثا وتنقيبا وفى الموضوعات القادمة سأورد مقالات لأستاذة فى كلية الطب والآداب وغيرها ممن وقفوا على تعريب الطب وأبدوا فيه رأيهم ،وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأتمنى من اخوانى زوار المدونة أن يقوموا بنشر روابط هذه الموضوعات عظيمة الفائدة على حساباتهم على المواقع الإجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر وغيرها وأن يقوموا بعمل تنوية لهذه الموضوعات على مدوناتهم لكى نزيد من وعى اخواننا من أهمية اللغة العربية وأهمية انتمائنا كعرب واعتزازنا بلغة القرآن لغة أهل الجنة،وأتمنى من لدية معرفة بالتصميم أن يصمم بانر لهذه الموضوعات ليسهل وضعه فى المدونات الأخرى 
مصطفى الشال


        تصريح الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء نقلا عن اليوم السابع



قال الدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء: "إن رئيس قسم الطب الشرعى بكلية طب بنات الأزهر بالاتفاق مع عميدة الكلية وعدت بوضع الامتحانات القادمة فى مادة الطب الشرعى باللغة العربية".

وأكد أن النقابة تعتزم مخاطبة رؤساء الجامعات لتدريس الطب باللغة العربية وفقاً للدستور وقانون الجامعات، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية لأساتذة الكليات الطب، تمهيداً لتدريسه بالعربية.


ودعا السيد الأطباء بالاهتمام باللغات الأجنبية لتمكين الدارسين من مواصلة البحث العلمى والتواصل مع الدول المتقدمة طبياً.


وأكد الدكتور مجدى عبد الحق، رئيس الرابطة العربية لتعريب العلوم الطبية فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن النقابة ستقوم بتدشين حملة لتعريب العلوم على أن تطوف جامعات مصر من خلال تنظيم الندوات، لنشر هذا التوجه بين كليات الطب المختلفة.


وأشار عبد الحق إلى أن الرابطة ستنظم المؤتمر الثانى لتعريب العلوم الطبية بالبحرين، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مطلع مارس المقبل

 
للأستاذ الدكتور/ خيري أحمد سمره
أستاذ جراحة المخ والأعصاب
عميد كلية طب قصر العيني - سابقا
 
نص المقال
 
!!ما الفرق بين اليوم والبارحة
بالأمس البعيد كنت من أشد المعارضين لفكرة تعريب الطب- واليوم أصبحت من أشد المتحمسين لها.
أذكر في أوائل الستينات عندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا أن صدر قرار سياسي سيادي بتعريب دراسة الطب وقد أثار صدور هذا القرار دهشة الجميع واعتقدنا أنه بداية النهاية وأن تنفيذ هذا القرار سيؤدي إلى تدهور العملية التعليمية الطبية في مصر والحق يقال أن قلة قليلة هي التي استجابت لهذا القرار أذكر منهم بكل خير أستاذنا الدكتور/ أحمد البطراوي الذي بدأ في تعريب التشريح وأستاذنا الدكتور/ محمد سليمان في تعريب علم الطب الشرعي- إلا أن الظروف قد تغيرت بانفصال الإقليم السوري الشمالي عن الإقليم الجنوبي المصري فماتت الفكرة قبل أن تولد.
وفي الواقع كان لتخوفنا من قرار تعريب الطب أسباب عديدة أهمها: -
أولاً:
أستاذ المادة الذي درس الطب بالإنجليزية وحصل على دراساته العليا بالإنجليزية ودرس علمه بالإنجليزية لعشرات السنين- هل في استطاعته بين ليلة وضحاها أن يدرس مادته باللغة العربية وهو فقير فيها أصلا؟ ففاقد الشيء لا يعطيه.
ثانيا:
كيف نتابع التطور العلمي المذهل ؟ والمجلات العلمية والمراجع الطبية معظمها باللغة الإنجليزية !!؟
:ثالثا
كيف نشارك في المؤتمرات العلمية الدولية ونحن لا نجيد لغة المتحدثين بها؟
رابعا:
هناك بعض المصطلحات العلمية التي ترجمت باللغة العربية فجاءت بألفاظ فظة من الصعب استيعابها مثل البنكرياس " المعثكلة "- والهيموجلوبين "اليحمور"...الخ.
وتطورت الأحداث- وربما زاد نضجنا فأعدنا الدراسة واكتشفنا أن ما كان ينظر إليه بالأمس على أنه المستحيل أصبح اليوم سهلا ميسورا فأعدنا التفكير بهدوء 
 
بعد أن طرح على الساحة موضوع تدريس الطب باللغة العربية مرة أخرى وتبين لنا الحقائق التالية
أولا:
إن معظم دول العالم تدرس الطب بلغتها فالإنجليزي يدرس الطب بالإنجليزية والفرنسي بالفرنسية والألماني بالألمانية والأسباني بالأسبانية والصيني بالصينية والياباني باليابانية...الخ.
حتى اللغات المنسية والشبه المنقرضة مثل العبرية تستخدمها إسرائيل في تعليم طلابها بها فهل نحن أقل شأنا من كل هؤلاء ؟؟ كلا... بل يجب علينا أن نفخر بلغتنا الأم وهي لغة يعلم الجميع مدى ثرائها في التعريف والتعبير، والتاريخ شاهد على ذلك- هل نسينا أن علماء العرب القدامى قدموا للطب الحديث كثيرا من المراجع العلمية القيمة باللغة العربية؟ وأن النهضة الأوربية الحديثة جاءت بعد النهضة العربية.
في الواقع لم يبق في العالم سوى عدد قليل من الدول لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة لا تزال تدرس الطب بلغة المستعمر بدلا من اللغة الأم.
ثانيا:
بعد التطور المذهل في طرق الاتصالات والترجمة والطبع أصبحت مشكلة المراجع العلمية يسيرة وهينة فكلنا نعلم أن هناك كثيرا من المجلات العلمية الدورية تظهر بأكثر من لغة فالمقالة التي تنشر اليوم بلغة ما ممكن أن تترجم فورا إلى اللغة العربية لتكون بين يدي الأطباء العرب في اليوم التالي وهنا يأتي دور جامعة الدول العربية فعليها أن تتبنى فكرة الاتفاق مع دور النشر العالمية لإضافة اللغة العربية إلى اللغات التي يترجم إليها كل جديد في العلم.
ثالثا:
إن العالم العربي غني برجاله وكل قطر شقيق يضم مجموعة كبيرة من العلماء القادرين على تأليف الكتب والمراجع العلمية باللغة العربية وسوريا الشقيقة رائدة في هذا المجال وعندنا في مصر أذكر بكل فخر الأخ الصديق محمد الرخاوي وبصمته على تعريب علم التشريح واضحة للعيان.
وأقترح أن يجتمع رؤساء الأقسام المعنيين في كليات الطب المختلفة لتأليف الكتب الخاصة بمادتهم العلمية باللغة العربية ويا حبذا لو تم تبادل هذه المراجع بين كليات الطب العربية المختلفة.
رابعا
:
ليس معنى أن يدرس الطب باللغة العربية أن نهمل معرفة لغة أجنبية لذا يتحتم تدريس اللغة الإنجليزية في جميع سنوات الدراسة الطبية وان يوضع مقرر مكثف لذلك يقوم بتدريسه أساتذة متخصصون من كليات الآداب أو الألسن مثلا فيصبح خريج الطب الدارس باللغة العربية متمكنا تماما من اللغة الإنجليزية وبالتالي يمكن له حضور الندوات والمؤتمرات العالمية.
خامسا
:
أعلم تماما أن هناك لجانا فنية متخصصة تقوم بترجمة المصطلحات الأجنبية إلى اللغة العربية وأعلم أن النية متجهة لتبسيط الأمور واستخدام نفس الألفاظ العلمية الأجنبية الدارجة في عملية تعريب الطب فمثلا البنكرياس يبقي البنكرياس والهيموجلوبين هو الهيموجلوبين.
وهنا أجد لزاما على أن نرد على الزملاء الذين ينتقدوننا في استخدام بعض المرادفات العلمية العربية فأرد عليهم وأقول إن المسألة تعود لا أكثر ولا أقل فهناك في اللغة الأجنبية ألفاظ لا تقل غرابة مثل ( Levator Labii Superioris alaeque nasi)
:الأخوة والأخوات
هل نسينا أننا درسنا مبادئ الطب باللغة العربية أثناء دراستنا في المدارس الثانوية وتفهمناها وقبلناها وتفوقنا فيها.
هل نسينا عندما انتقلنا إلى الجامعة وبدأنا دراسة الطب بالإنجليزية استغربنا الموقف وكان علينا أن نترجم المعلومة الإنجليزية إلى العربية أولا لكي نستوعبها.
المشكلة ليست في تعريب الطب بل المشكلة في التعود على تعريب الطب .
هل نحن أقل ذهنا وقدرة من معظم دول العالم التي تدرس الطب بلغتها الأصلية.
لقد كنت بالأمس من أشد المعارضين لتعريب الطب واليوم أنا من أشد المتحمسين خاصة بعد أن زالت الظروف والعوائق التي كانت تواجهنا في الماضي.
لي أمل فرجاء أن يؤخذ هذا الموضوع بهدوء وأن يتم تطبيقه تدريجيا فيجب أن يقتنع الجميع لكي ينجح المشروع إذ إن هناك أصواتا قوية مازالت تعارض بإصرار فكرة تعريب الطب.
أخيرا وليس آخرا فالقرار علمي يجب أن ينبع من القاعدة وليس من القمة
 

 

تعليقات

  1. غير معرف2:32 م

    فعلا المشكله ان احنا نتعود على دراسة الطب بالعربيه

    ردحذف
  2. أنا موافقة حضرتك بس فيه حاجه مهمه جدا ...الطبيب لما بيتخرج وبيبدأ الدراسات العليا أو حتى وهو طالب لازم تكون انجليزيته جيده علشان الدراسات العليا والأبحاث الموجودة في المواقع الطبية على الإنترنت كلها بالإنجليزية ...يعني على سبيل المثال أنا بحب جدا المقالات العامة عن الصحة و أي مرض بيصيبني أو بيصيب حد من أهلي بادخل اقرا عنه على الإنترنت ...المواقع العربية تكاد تكون هزيلة ولا تعطيني بيانات .يعني مثلا انا مصابة بمرض : قصور في الغدة النخامية .حضرتك أدخل و دور كده بالعربي وشوف البيانات اللي حتاخدها و ارجع ادخل واكتب
    hypopituitarism
    وشوف و قولي النتيجة
    شتان مع الأسف
    احنا مطالبين أثناء التعريب بمواقع طبية عربية تفيد الطالب والباحث و كذلك المرضى

    خالص تقديري

    ردحذف
  3. فين الموضوعات الجديدة .. ؟؟

    ردحذف

إرسال تعليق

أتشرف برأيك

المشاركات الشائعة